شهد الأسبوع الماضي تراجعًا في جميع مؤشرات الأسهم الأميركية، لا سيما مؤشري S&P 500 (-2.61%) وNasdaq 100 (-2.39%)، وذلك بعد أربعة أسابيع متتالية من المكاسب.
مع ذلك، شهدنا ارتفاعًا في العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية لليوم الثاني على التوالي، وذلك عقب تهدئة في وتيرة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي، حيث أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تأجيل فرض الرسوم الجمركية بنسبة 50% على الاتحاد الأوروبي من 1 يونيو إلى 9 يوليو، بعد مكالمة هاتفية مع رئيسة المفوضية الأوروبية. كما صرّح ترامب بأن المحادثات مع إيران كانت “جيدة”، مما انعكس إيجابًا على معنويات المستثمرين وأسواق الأسهم الأميركية.
إلا أن التقلبات الحادة لا تزال تهيمن على هذه المؤشرات، حيث سجّل مؤشر الخوف والتقلب (VIX) نحو 25.50 نقطة يوم الجمعة الموافق 23 مايو، وهو أعلى مستوى له منذ نحو أسبوعين، مع توقعات باستمرار حالة التذبذب في المرحلة المقبلة نتيجة الضبابية المحيطة بالملفات التجارية والجيوسياسية والاقتصادية، بالإضافة إلى السياسات النقدية والمالية، لا سيما في الولايات المتحدة.
العوامل التي تضغط على مؤشرات الأسهم الأميركية في المرحلة المقبلة تشمل عوامل خارجية وداخلية:
- تخفيض وكالة موديز التصنيف الائتماني للولايات المتحدة من AAA إلى
- تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على أجهزة شركة Apple المُصنّعة خارج أميركا، محذرًا الرئيس التنفيذي تيم كوك من ضرورة تصنيع أجهزة آيفون داخل الولايات المتحدة بدلاً من الصين أو الهند أو غيرها.
- بيانات مالية مقلقة، من أبرزها:
- تجاوز الدين العام الأميركي مستوى 36 تريليون دولار.
- نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي بلغت 124.3%.
- العجز في الميزانية الفيدرالية يعادل 6.8% من الناتج المحلي الإجمالي، علمًا بأن آخر فائض تحقق كان في عام 2002 (+2.6%).
- تكلفة خدمة الدين تمثل 3.7% من الناتج المحلي الإجمالي.
- انتقادات ترامب لشركة Walmart، مطالبًا إياها بالتوقف عن إلقاء اللوم على الرسوم الجمركية كمبرر لرفع الأسعار.
- مهاجمة ترامب مجددًا لرئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، مطالبًا بخفض أسعار الفائدة.
- انخفاض ثقة المستهلك الأميركي إلى ثاني أدنى مستوى تاريخيًا، مع ارتفاع في توقعات التضخم.
العوامل التي قد تدعم مؤشرات الأسهم الأميركية في المرحلة المقبلة:
- انخفاض كبير في احتمالية حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة هذا العام، من 65% إلى 38%.
- رهانات قوية من المتداولين على استمرار صعود الأسهم الأميركية، حيث بلغت نسبة عقود خيار الشراء إلى البيع 1.7، وهي الأعلى منذ ديسمبر 2024.
- تفاؤل من بنوك كبرى مثل “مورغان ستانلي” و”ويلز فارجو”، اللتين أوصتا بشراء الأسهم الأميركية.
- استثمارات خليجية ضخمة متوقعة في الاقتصاد الأميركي، أبرزها:
- 4 تريليون دولار من الإمارات.
- 2 تريليون دولار من قطر.
- 600 مليار دولار من السعودية.
تحليل فني:
تراجع مؤشر Nasdaq 100 بنحو 2.39% خلال الأسبوع الماضي، وهو متراجع كذلك بنسبة 0.50% منذ بداية العام حتى الآن.
يسجل مؤشر القوة النسبية (RSI) حاليًا 60 نقطة، مما يشير إلى زخم صعودي للمؤشر. كما يُظهر مؤشر MACD تقاطعًا صعوديًا مع خط الإشارة، ما يعزز من التوقعات الإيجابية لاستمرار الاتجاه الصعودي.
أما التحدي الفني الأكبر، فيكمن في اختراق مستوى المقاومة عند 21,483 نقطة.
يرجى ملاحظة أن هذا التحليل يُقدّم لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي اعتباره نصيحة استثمارية. ينطوي التداول على مخاطر عالية.